معجم السيميائيـات متابعـات نقديــة ترجمــــات

دراســــات

 مؤلفــات بطاقة تعــريف الصفحة الرئيسيـة
للاتصـــال  مواقـــع   خزانات الموقـع صحف ومجـلات رسائل وأطروحـات وحدة تحليل الخطاب مجلـة عــلاما

 

عبد الفتاح الحجمري

 

                        هل لدينا مدينة روائية عربية ؟

 

                    

 

                                       

    1 . في المستهل

    لو جاز لي أن أقترح عنوانا آخر لهذا العرض لوسمته ب : " مدن خفية أو البحث عن مدينة روائية عربية " . ذلك أن الفرضية التي أود تقديمها للاختبار تنطلق من تأملات نظرية لعلاقة المدينة بالرواية ، أي علاقة فضاء بفضاء ، في ضوء ما للمدينة من خصوصية مكانية وعمرانية تتحكم فيها رواسب إنسانية عامة ، ومفتوحة على قيم المعيش والمحلوم به والصور المعبرة عن ترسباتهما في الوجدان والكتابة .

    يبدو لي أن الرواية لا تصلح إلا للكتابة عن المدينة ، أي عن التشتت والاندثار . لا يتعلق الأمر في هذا البحث بمحاولة فهم أشكال حضور المدينة كأمكنة ضمن النص الروائي من حيث هي وضع ملهم في بناء المشاهد وتنويع مراتبها وطبقاتها الدلالية ، وإن كان هذا النوع من الأبحاث ضروريا وأساسيا ؛ لكنني أود – بالمقابل – أن يعرفنا هذا التحليل ببعض المواقف التي تسكن وجدان السراد والشخصيات الروائية في علاقتها بفضاء المدينة ، لا بوصفه فضاء يمكن رسم حدوده الطبوغرافية كما هي في الواقع الفعلي ، وإنما بوصفه عالما من القيم والأفكار التي تمكن من الحديث عن " سرد للمدينة " ممتلك لأشكال معينة من الكتابة والتخييل .

    من هذا المنظور ، يمكن إنجاز نمذجة نصية وتاريخية لعلاقة الرواية بالمدينة بحسب تشخيصاتها الحكائية منذ القرن التاسع عشر وصعدا ، وفي اقتران بسؤال النهضة الكاشف عن تحولات ثقافية واجتماعية وسياسية مغربا ومشرقا وإن بدرجات متفاوتة من قطر إلى آخر . وهذا يعني أن موقع التخييل الروائي – بخصوص هذه العلاقة التي تربط المدينة بالرواية – يحمل في ثناياه " رؤية نقدية " أساسها نصوص حاملة لملمح الابتكار وتجاوز الواقعية الفجة والجامدة . ولذلك ، فإن قيمة الأدب الروائي الراصد لأحوال المدينة العربية ليست واحدة ومتماثلة في جميع المجتمعات العربية رغم العديد من القواسم المشتركة تاريخيا واجتماعيا وسياسيا . وعليه ، فإن مواقع المدينة متفاوتة ومن الصعب تعميمها ؛ على أن معيار التنسيب يقترن بمختلف القيم الفكرية وأنماط الوعي التي يعبر عنها الروائيون أنفسهم بصدد الحداثة والديموقراطية والحرية …

    إن سؤال الأدب من سؤال المجتمع .

    من هنا أهمية التفكير في جوهر الأسئلة التي يطرحها علينا الخطاب الروائي العربي اعتبارا لهذه الحقبة الاستثنائية من تاريخنا وراهننا المطبوع بالعديد من الأحداث والهزائم ، قاسية في أغلبها وباعثة على الكثير من الأسى ، يبدو معها مجتمعنا العربي سجين يقينيات ماض مليء بالانكسارات ، وحاضر لا يولد إلا الإحباط ، ومستقبل يصنعه المجهول والعدم . لا أحد ينكر الأزمة التي تعتري مجتمعنا العربي أمام انتشار الأمية وتضييق مجال الحريات ، وانتهاك حقوق الإنسان وبروز خطاب التعصب وانحصار خطاب التعقيل … ليس هذا الكلام حشوا ولا إطنابا ، بل إن إيراده في هذا المستهل يأتي بغاية بيان كيفية تفكير الرواية في المدينة بوصفها " صورة للمجتمع " رغم كونها قائمة في الواقع والتاريخ ، إلا أنها تفتح علاقة الرواية بالمدينة على عالم أكثر رحابة يربط الرواية بالحياة ، أي بوجود محتمل يهدف " التصالح " مع الواقع و " توفير " قيم " نبيلة " ومفتقدة …

    2 . فضائية أدبية : تحديدات أولية

    سعت مختلف نظريات السرد الأدبي اقتراح العديد من التصورات لأجل صياغة نظرية عامة للفضاء الأدبي تراعي أشكال النصوص ودلالاتها سواء تعلق الأمر بالسرديات الشكلانية أو البنيوية أو السيميائيات …

    " لا وجود لنطرية حول الفضاء الأدبي ، بل هناك فقط اجتهادات متفرقة " ( 1 ) . هذا ما أعلنه هنري ميتران في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي عند رصده لمختلف الأبنية النصية للفضاء ووظائفها الحكائية . لكن انفتاح نظريات السرد الأدبي على إنتاجات معرفية جديدة ربما سمح اليوم بإمكان تصور نظرية حول الفضاء الأدبي تستفيد من علوم اللغة وتحليل الخطاب والهندسة والسيميولوجيا … ومن مجمل الممارسات التي تشرط الإطار الاجتماعي للفضاء الأدبي . ولذلك ، ينبغي أن نأخذ بالاعتبار تعدد المعاني التي تؤطر نظرية الفضاء الأدبي وما توفره من استعارات تغدو إحدى السمات المميزة لحقيقة الفضاء ذاته بما هو معنى تعكسه الصور والإدراكات والتمثلات ( 2 ) .

    ومن البين أن تساؤلا من قبيل : هل توجد لدينا مدينة روائية عربية ؟ يطرح مشاكل التصنيفات النصية والتقسيمات الأجناسية : من " فضائية اللغة " بوصفها مجالا للتعبير عن العلاقات الخاصة بالأفعال الكلامية للنص المكتوب ، مرورا ب " فضائية الكتابة " والتي يمكن اعتبارها رمزا لفضائية أعمق للغة ، وصولا إلى " فضائية الأسلوب " الناظم لمجمل المكونات النصية ( 3 ) . من هنا ، تروم الفضائية الأدبية رسم الحدود بين العوالم القائمة والممكنة ، مثلما تروم الكشف عن المقتضى الذي بموجبه يندمج الفضاء – سواء أكان واقعيا أو خياليا – بالشخصيات والأحداث وتطور الزمن ( 4 ) . وهذا ما يبرر قراءة الفضائية الأدبية في ضوء التجسيرات القائمة بين الأشكال والمضامين الحكائية . إن الفضاء في الرواية فضلا عن كونه إبرازا لساحات عمومية وأزقة ومنازل ، هو كذلك مجموع الآلام والأفراح ، ومجمع للأحلام الطموحة للشخصيات ( 5 ) .

    3 . ما معنى المدينة … في الرواية ؟

    المدينة خلق للعالم قبل أن تكون تصويرا له . إنها تخيل ، وما ينقله الروائي هو فكرة عن المدينة وليس المدينة ذاتها . وهذا يعني أن المدينة الروائية هي مدينة خيالية . من هنا يمكن الحديث عن ذاكرة للمدن تستدعي مدنا خاصة بالمؤلفين ( 6 ) فتكون لنجيب محفوظ قاهرته ، وليوسف القعيد وإبراهيم أصلان وجمال الغيطاني قاهرتهم ؛ مثلما يكون لعبد الكريم غلاب فاسه ، وللطاهر بن جلون وأحمد المديني ومحمد برادة وعز الدين التازي فاسهم الخاصة . إن تشييد مدينة روائية يتأسس على مدينة واقعية عادة ما أغرت النوع الأدبي وحقوقه الخاصة بإعادة الإنتاج ( 7 ) ، مع مراعاة أحوال الأفراد والمجتمعات ومقتضيات التاريخ والفكر والأنتروبولوجيا ( 8 ) . مهما يكن من أمر ، تبدو المدينة الروائية عالما من الكلام ، وهي بهذا قريبة من الشخصية الروائية : إنها فضاء تبتدعه الكلمات ( 9 ) .

    4 .  …وهذه صور من سرد المدينة

    يبدو من الصعب اقتراح نظرية للفضاء الأدبي خارج حدود التحليل النصي والذي يمدنا بمجمل التداعيات الفكرية والثقافية لاشتغال الفضاء في النص بصرف النظر عن أية مماثلة مع الواقع كما ألمحت سالفا .

    تحفل الرواية العربية بالعديد من النصوص التي اتخذت من فضاء المدينة مكونا مركزيا في صياغة الأحداث وتأثيث العوالم ، بل إن أسماء المدن تصدرت عناوينها كذلك لغاية بناء متخيل روائي يعكس مختلف الرؤى والملامح التي تشخصها المدينة بأحيائها وأزقتها وحواريها ، وأحلام ساكنيها المهمشين والميسورين وحكاياتهم العجيبة والغريبة والمليئة باليأس حينا ، والتآلف مع المكان حينا ثانيا ، وفضح الخراب العمراني والنفسي الذي تسببه عبثية الحروب ووحشيتها حينا ثالثا .

    روايات عربية عديدة من سوريا ومصر والعراق والجزائر وفلسطين ولبنان أبدعت في تحويل زمن الرواية إلى لحظة حكائية ذات جرأة على مكاشفة مصير الفرد والجماعة حين تعيقه سلطة قاهرة وعمران خانق وعشوائي . من هنا إمكانية إبراز صور لسرد المدينة بوصفها عالما :

    1 . مليئا بالتوتر : بحيث تفصح تعقيدات الحياة اليومية طابع الطوية في علاقة الشخصيات الروائية بالمدينة ، وإن بدت علاقة مجلية لتاريخ الأنا مصدره تفكير داخلي  وتأمل  جواني : ( مدينة براقش ) لأحمد المديني ، ( عمارة يعقوبيان ) لعلاء الأسواني …

    2 . مثقلا بالمهمش : تظهر نصوص من الرواية العربية ميلها نحو تشخيص عوالم المهمشين ، تبدو علاقة الشخصيات بالمدينة حادة ومتوترة تحمل أثر الأحلام المنكسرة أو المؤجلة : ( أرصفة وجدران ) لمحمد زفزاف ، ( مالك الحزين ) لإبراهيم أصلان ، ( وكالة عطية ) لخيري شلبي …

    3 . راصدا للتحول : ذلك أن علاقة الشخصية بالمدينة يمكن أن يحكمها وعي بقيم جديدة تسود بدل أخرى تتوارى . والعلاقة هنا تعادل " رؤية نقدية "  أساسها أزمة اجتماعية أو فكرية : ( القاهرة الجديدة ) لنجيب محفوظ ، ( الشراع والعاصفة ) لحنا مينه ، ( شرق المتوسط ) لعبد الرحمان منيف …

    4 . مجليا للسلطة : تجسد نصوص من الرواية العربية حقبا عنيفة من التاريخ الاجتماعي والسياسي العربي ولدت الرغبة لدى الشخصيات الروائية في التحرر من ضغط السلطة وبؤس حاضر مفجع : ( عو ) لإبراهيم نصر الله ، ( سمر الليالي ) لنبيل سليمان ، ( تلك الرائحة ) لصنع الله إبراهيم …

    5 . تعبيرا عن السقوط : حين تقدم الرواية العربية وصفا دقيقا لانهيار العديد من المدن من جراء حروب أهلية أو اعتداء أجنبي . وتحمل المدينة في هذه الروايات إما صورة هوية مفتقدة ، أو صورة فضاء لتعرية أوهام الوطن : ( المخطوطة الشرقية )   لواسيني الأعرج ، ( ثلاثية غرناطة ) لرضوى عاشور ، ( الوجوه البيضاء ) لإلياس خوري … 

    5 . سرد المدينة في رواية ( الفريق ) ( 10 ) لعبد الله العروي

    تمدنا الفقرات المثبتة فويقه بإمكانية بحث سرد المدينة وخصوصيته الحكائية ، واقتراح تصورات خاصة بالمدينة كأفق للحدث الروائي وكموقف فكري يبني في المحصلة النهائية رؤية وجودية ذات أبعاد اجتماعية وسياسية وثقافية . من هذه الزاوية ، لا تكتسب صورة المدينة في الرواية دلالة أحادية ، أي أنها لا تكتسب تعريفا نموذجيا يمكن استخلاصه من مقومات النوع الأدبي ، أو مادة التأليف الروائي ، أو من تقنيات السرد المتنوعة والمتعددة .

    في الفصل الرابع من كتابه ( الإيديولوجية العربية المعاصرة ) : " العرب والتعبير عن الذات " يعالج عبد الله العروي إشكالية الصيغ التعبيرية واصلا تساؤله : ما هو الشيء الروائي في مجتمعاتنا ؟ بمسلمة أساسية حاملة لتصوره للرواية بوصفها بنية كلية وشاملة وموضوعية أو ذاتية ، تستعير معيارها من بنية المجتمع ، وتفسح مكانا تتعايش فيه الأنواع والأساليب المختلفة ، كما يتضمن المجتمع الجماعات والطبقات المتعارضة جدا . وحين نمعن النظر في هذا التصور ، سنلاحظ أن عبد الله العروي ظل فيما كتبه من روايات باحثا عن تلك الصيغة الكلية والتي تجعل من المدينة الكبيرة المسرح الضروري للرواية الكبيرة ، لأنها – أي المدينة الكبيرة – تجمع في حيز محدود ، المركز والأطراف ، الإنسان وسوابقه ، العالم المنجز ورسومه الأولية والعرضية ( 11 ) .

    سأتخذ في هذا التحليل من رواية ( الفريق ) لعبد الله العروي مدار مقاربة واختبار :

    المدينة في رواية ( الفريق ) مدينتان : مدينة خيالية وأخرى واقعية . علينا أن نحتاط عند رسم الحدود والمعالم بين المدينتين ، فالتمييز هنا إجرائي ومن أجل التوضيح . ولذلك ، تبدو ( الصديقية ) في الرواية مدينة خيالية  ذات  ظلال  واقعية ،  وتبدو  ( الدار البيضاء )  أو  ( الرباط ) مدينتان واقعيتان بأبعاد خيالية . وهذا يعني أن سرد المدينة – في الخيارين معا – يفتح النص على محتمل حكائي تسعى من خلاله شخصيات الرواية – باختلاف مواقعها وتنوع مساراتها الحياتية – التعبير عما يسكن وجدانها من أحاسيس ترصد أحوال الأقدار التي تشدها إلى هذه المدينة أو تلك . ويقيم الأفق الحكائي للرواية جسورا بين الكائن والممكن ، بين الرغبة المشتهاة والقدرية التي تحياها بدون أوهام من خلال :

    1 . الهجران والإحساس بالوحدانية :

    " شعيب ابن الصديقية الوفي غادرته زوجته بدون سبب ظاهر . كان يحبها في صمت ولا يستحضر عبارات الأفلام المصرية ، فظنت أنه لا يفهم لهجة العصر وتركته وحيدا يناجي ربه في المدينة العتيقة … ثم جاءه الخبر أن زوجته الفارة حامل ، وأنها في حيرة من أمرها ، فكتب لها على التو ليذكرها أنها حرة … إن أرادت احتفظت بالمولود وتحمل هو المصاريف ، وإن أرادت أن تتحرر تماما ساعدها على ما تريد . اختارت الزوجة الحل الثاني إذ كانت لها مطامع . وهكذا ذهب شعيب وأمه إلى البيضاء وبحثا طويلا في حي من الأحياء الجديدة حيث لا تعرف الأزقة إلا بالأرقام ( الرواية : ص 8 )  " .

    لسرد المدينة أفق حكائي آخر للتعبير عن مقاومة الفردانية . يقول بنعيسى الخلوقي :

    " لن يمر وقت طويل حتى يكون الفرد قد انسلخ عن فردانيته المستوردة ، في المدن وفي القرى ،  فلا يخاف  عليه من اليأس والغيظ اللذين يدفعان الناس  دفعا إلى  التمرد  والإجرام ( الرواية ص 93 ) " .

    قد لا تكون هذه الصورة المركبة كافية للتدليل على الخصوصية النصية والحكائية لسرد المدينة ، إلا أن رواية ( الفريق ) تسعى إلى إعطاء ( الصديقية ) حاضرا اجتماعيا لا يفصل مصير الشخصيات عن مصير المدينة ذاتها سواء في إدراكها لحاضرها أو حدسها للمستقبل :

    " الصديقية مدينة هادئة ، سكانها فقراء ، لكنهم سعداء ، الأيام تتابع متماثلة ، الابن يشبه أباه ، والبنت تشبه أمها ، والنهر هو النهر والولي هو الولي … ( الرواية : ص 94 ) " .

    " ( لكنها ) الآن مدينة تحيا بحياة جماعية غير حياة سكان الأفراد ،  لها قلب وجوارح .  (  الرواية : ص 161 ) " .

    يقوم التشييد السردي للمدينة في هذه الرواية على الاستغراق الذاتي ، ويظل مسكونا بمعرفة الملتبس والمبهم في علاقة الكائن بالمدينة ، لأنها علاقة تفيد البحث عن هوية بعد نكبة أو حظ عاثر ؛ فتغدو المدينة موازية لتجربة انتماء وانتساب تمكن من التكيف مع ممكنات الوجود ، وتخطي الضياع والقنوط . وهذا ما يعبر عنه حوار عميق بين علي نور وخميطة :

    " – أنا ابن البيضاء أعرف القسم الغربي منها دربا دربا وأحيانا دارا دارا .

         -أولست من الصديقية ؟

 قهقه :

    - أنا صديقي بيضاوي ، كما أنت صديقية طنجاوية جنسيتنا الصغيرة كالكبيرة   لا تضيع ( الرواية : ص 137 ) " .

    هكذا ، يشكل سرد المدينة في الرواية صورة نووية لا يمكن لعالم مفارق كل شيء فيه أصبح له  طعم " الشك والتردد " والغربة والانكسار . إنه حالة وجودية ساكنة ، حنينها إلى الماضي مشحون بالحسرة ، وانتماؤها إلى الحاضر مليء بالمرارة ، وتفكيرها في المستقبل لا يعد بأي أمل .

    فهل من قبيل المصادفة أن نقرأ في نهاية الرواية هذه الفقرة المعبرة :

    " سجنا أنفسنا في نطاق ضيق ، لا نتجاوز أسوار المدن الكبرى ظنا منا أن سكانها هم صفوة الصفوة ، في حين أن العكس هو الصحيح . المدن الكبرى قتالة فتاكة لا تنتعش إلا بمن يفد عليها من الآفاق ( الرواية : ص 316 ) " .

    ولذلك ، لا تمنحنا المدن العربية إلا حياة اللامتوقع ... نتوهم لحظة أو لحظات أنه بإمكاننا تبديد الوحشة بألفة مزعومة ... أما صفوة الصفوة أو من يفد من الآفاق ، فإنك تراهم يمرون من غير تخفيف الوطء في مدن قاصية دانية ... نعرفها ولا نعرفها ، وربما سئمناها وسئمنا أعمارنا المتهالكة والمتآكلة أيضا .   

 

    إحالات : 

( 1 ) Henri Mitterand Le discours du roman PUF 1980 

( 2 ) jean yves Tadie Le recit poetique PUF 1978 P47 . 48

( 3 ) Gerard Genette Figures 2 Seuil 1969 P 44.45

( 4 ) Roland bourneuf et Real ouellet Lunivers du roman PUF 1972 ed 1989 P 107

( 5 ) Jean Weisgerber Lespace romanesque lage dhomme 1978 P 14

( 6 ) La memoire de la ville , sous la direction de yves clavaron et bernard dieterle , collection centre detudes comparatistes 2003         

( 7 )  أنظر الفصل الرابع من كتاب Jean yves Tadie . Le roman au XX eme siecle   

( 8 ) Ulf hannerz , explorer la ville , element danthropologie urbaine

( 9 ) Jean yves Tadie , ibidem

Les Langages de la ville , ouv collectif , presse universitaire de Mirail 2003      

( 10 ) عبد الله العروي : الفريق ، رواية ، المركز الثقافي العربي ، 1989 .

( 11 ) عبد الله العروي : الإيديولوجية العربية المعاصرة ، ترجمة محمد عيتاني ، دار الحقيقة 1979 .

       

    

   

   

   

 

                         

 

 

 

 
 
 

 

 
 

ضيوف الموقـع

 

عبد الفتاح الحجمري

 

دراســات

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

معجم السيميائيـات متابعـات نقديــة ترجمــــات

دراســــات

 مؤلفــات بطاقة تعــريف الصفحة الرئيسيـة
للاتصـــال  مواقـــع   خزانات الموقـع صحف ومجـلات رسائل وأطروحـات وحدة تحليل الخطاب مجلـة عــلامات

موقع سعيد بنگراد - تاريخ الإنشاء: نونبر 2003