" وحينما نتوجه بأبصارنا نحو الساحة
العربية عموما والمغربية خصوصا ونقارن إنجازاتنا في مجال دراسة الأدب
بإنجازات الغربيين في الميدان نفسه، فإننا نستطيع أن نجازف لكي نقول إن
الموقع الذي نشغله ما يزال بعيدا عن القرن الذي نعيش فيه. صحيح أن العالم
العربي يعج بدراسات تستلهم ثورات كتلك التي أحدثها الشكلانيون الروس ونحو
النص وثورة التداولية، إلا أن الانتقائية الطاغية على هذه الدراسات يجعل
منها خطابات متنافرة وتمهد السبيل للوقوع في شراك التحليل الجوهري. وإذا
أضفنا إلى هذا جدة العلوم المستلهمة بما يقتضيه ذلك من مفاهيم ومصطلحات
وتصورات جديدة أدركنا الصعوبة المطروحة أمام الدارس المهموم بتجديد الدرس
الأدبي، إذ كيف يمكننا كأفراد تطويع هذه المفاهيم والتصورات للأنظمة
السميائية المحلية عربية ومغربية. ( من افتتاحية العدد الأول) |