معجم السيميائيـات متابعـات نقديــة ترجمــــات

دراســــات

 مؤلفــات بطاقة تعــريف الصفحة الرئيسيـة
للاتصـــال  مواقـــع   خزانات الموقـع صحف ومجـلات رسائل وأطروحـات وحدة تحليل الخطاب مجلـة عــلاما

 

جمال حيمر

 

 

 

 

بصدد "نهاية أسطورة" ابن خلدون 

شروط القراءة وحدود التأويل

 

 

 

 

بصدد "نهاية أسطورة" ابن خلدون 

شروط القراءة وحدود التأويل

 

        تعزز رصيد الأدب الخلدوني بإصدار جديد من تأليف الدكتور محمود إسماعيل ومن خلال العنوان الذي اختاره لهذا التأليف: "نهاية أسطورة: نظريات ابن خلدون مقتبسة من رسائل إخوان الصفا" ([1]). وكذا الأطروحات والمحاور التي عالجتها صفحات هذا الكتاب يتضح أننا بصدد اتجاه جديد ومنطلق معاكس في التعامل مع تراث ابن خلدون عامة وكتاب المقدمة خاصة، ويتمفصل هذا الاتجاه في تحامل د. محمود على ابن خلدون، وتشكيكه الحاسم فيما نسب إليه من مفاهيم ونظريات، والحديث بالجزم على أن ابن خلدون لا يعدو كونه سارقا سطا على إبداع ونتاج سابقيه وهم إخوان الصفا، وبالتالي، فهو لا يستحق حسب زعم الباحث، المكانة الأسطورية التي تبوأها لما يزيد عن سبعة قرون.

        وإذا كان حيز هذه المقالة غير معني بالقطع بمدى صحة أو تهافت مثل هذه المزاعم فغاية المراد هو تقديم لمضامين هذا الكتاب ومساءلتها مساءلة نقدية، تستحضر شروط القراءة وتراعي حدود التأويل.

        يتشكل هيكل الكتاب من مقدمة وثلاثة مباحث مع خاتمة وقائمة بالمصادر والمراجع المعتمدة ويقع في 126 صفحة من الحجم المتوسط.

        بالنسبة للمقدمة خصصها الباحث - اعتمادا على بعض الشواهد والقرائن - لتبديد "الهالة الزائفة" التي نسجت حول "المعجزة الخلدونية" وذلك من خلال الجزم بحقيقة سطو ابن خلدون على نظريات ومعارف إخوان الصفا، وبالتالي، التشديد على ضرورة تجريم ابن خلدون وإدانته والدعوة إلى إنصاف إخوان الصفا ورفع الغبن عنهم.

 وفي المبحث الأول، اهتم بالتعريف بإخوان الصفا مؤكدا على ما يكتنف تاريخهم من غموض وإبهام، مرده الطابع السري لحركتهم ولا مبالاة المفكرين بالتعريف بهم، وأبرز أن شروط الإعداد لتأسيس الحركة قد توافرت على أكثر من صعيد مع بدايات العصر العباسي الثاني، إذ اندفعت نخبة مفكرة من "الطبقة الوسطى" - يقول الباحث - إلى تبني المعرفة والتثقيف كأسلوب للتنوير الجماعي ولإذكاء الوعي السياسي، وقد اعتمدت حركة إخوان الصفا الدعوة السرية وروجت لاشتراكية قوامها تحقيق العدل الاجتماعي، ونشطت في إعداد الرسائل في شتى فروع المعرفة (51 رسالة) وإشاعتها بين صفوف الاتباع والمناصرين، وقد أجهد الباحث نفسه في إضفاء كل ما هو إنساني وعقلاني وعلماني على أهداف الحركة والتأكيد على انفتاحها على سائر المعارف والمذاهب المختلفة ولم يتورع، وهو يتحدث عن فلسفتهم الطبيعية، عن الإشارة بحماس إلى استشرافهم لمبادئ نظرية التطور الداروينية، وترسيخهم لقانون العلية والقول بقانون الضرورة، وسبقهم كارل ماركس في الحديث عن مجتمع فاضل لا يحتاج إلى سلطة تدبير أموره، وكذا فطنتهم لتصور صحيح للبناء الطبقي وتعاطفهم مع الطبقة العاملة والفئات المضطهدة في المجتمع، هذا إلى جانب دعوتهم إلى تحرير المرأة والحث على مكارم الأخلاق وسبقهم لمومتسكيو وماركس في إبراز تأثير البيئة الجغرافية والأحوال الاقتصادية في الأخلاق، وضمن هذا التعريف المقتضب بإخوان الصفا (9 صفحات) يشير المؤلف بشكل غير حاسم، لبعض أفراد نخبة الإخوان من أمثال: زيد بن رفاعة وأبي الحسن الزنجاني وأبي سليمان البستي وأبي أحمد المهرجاني، وربما انضم إليهم فيما بعد "ابن الراوندي وابن سينا والمعري والفارابي".

        في المبحث الثاني، تناول، محمود إسماعيل بالتعريف، "ابن خلدون الأسطورة" فخلص إلى أن ابن خلدون "أشهر من أن يعرف به" وذلك لغنى وتنوع المصنفات التي أفردت للتعريف به ومتابعة سيرته ودقائق رحلاته، لهذا الغرض، ولسطوه على نتاج غيره، يدعو محمود إسماعيل إلى مراجعة ما كتب عن ابن خلدون وعدم الاطمئنان إلى ما هو مبسوط بشأن حياته وجوانب شخصيته، ويؤكد أن غايته إثبات لا أخلاقية ابن خلدون، وتفنيد أحكام وشهادات أولئك المفكرين والمؤرخين العرب والأجانب الذين انبهروا به وروجوا لأسطورته (سعد زغلول عبد الحميد – مصطفى الشكعة – عبد الله العروي – محمد عابد الجابري – أرنولد توينبي - إيف لاكوست – ولوكاتش - ونور الدين حقيق).

        وبعد الاعتراف بالإسهام في الترويج لابن خلدون والإفادة من نصوصه يؤكد الباحث أنه اطمأن في التسعينيات إلى "أن كل ما نسب لابن خلدون" مأخوذ عن إخوان الصفا"، ومن ثمة يحق. إنصاف هؤلاء الرواد" وعدم التمادي في الصمت على ما حازه ابن خلدون بدون وجه حق، والملفت للانتباه، أن اطمئنان محمود إسماعيل هذا جاء انطلاقا من براهين واكتشافات سبق إثباتها والتفطن لها ومن قبل بعض الدارسين الذين رماهم د. محمود بالانبهار والترويج لريادة ابن خلدون ثم ينتقل الباحث للنبش في أخلاقيات ابن خلدون، فيربط بين عدم أمانته العلمية وبين ما ساد عصره من نقل وسطو في المشرق والمغرب. وانطلاقا من سيرة ابن خلدون، يخلص إلى أن طموحه السياسي قد فوت عليه فرصة التفرغ للعلم وطوح به في أحضان الانتهازية والوصولية. وساهمت الاخفاقات التي تعرض لها، وما حل به وبأسرته من اضطهاد ومصادرة وسجن في تخليق "شخصية غير سوية" دفعها الإحباط والفشل السياسي إلى احتراف السطو والانتحال المعرفي كوسيلة لإثبات الذات ومعانقة النجاح والشهرة في ميدان العلم والمعارف.

        أفرد المبحث الثالث لإثبات "جسد الجريمة" من خلال بسط النصوص التي نقلها ابن خلدون عن إخوان الصفا، والتي تمثل الحجة والسند القطعي لهدم أسطورة ابن خلدون ووضع حد نهائي لرواجها أو الترويج لها، وقد صنف هذه النصوص إجرائيا إلى الموضوعات التالية:

1) الإطار الجغرافي للعمران:

        يضمنه تأكيدا على أخذ ابن إخوان الصفا لجغرافية العالم المأهول، وذلك من خلال مقارنات بدت لنا غير حاسمة يقيمها الباحث بين ثلاثة نصوص لابن خلدون وللإخوان.

2) الاقتصاد:

        يعتمد الباحث على خمسة عشر نصا للبرهنة على ريادة إخوان الصفا في إبداع الكثير من الآراء والنظريات الاقتصادية وفي نحت معظم حقائق "المعاش" الخلدونية.

3) العمران (الاجتماع):

        وعلى غرار المواضيع السابقة يشدد الدكتور محمود إسماعيل على نقل ابن خلدون للأفكار التي صاغها بشأن مجتمعات البداوة والحضارة والعوائد الاجتماعية والأنترولولوجية وغيرها، من ثمة وباعتماد تسعة عشر نصا، يفنذ الدعاوي التي تفيد بريادة ابن خلدون لعلم العمران وينتصر لإخوان الصفا.

 

4) التاريخ والأخلاق:

        ضمن هذا الموضوع، يجزم الباحث بأن أفكار ابن خلدون عن التاريخ، وكل النظريات التي نسبت إليه عن العصبية والدولة والتفسير التطوري للتاريخ وأعمال الدول وغيرها مأخوذة كلية عن إخوان الصفا، ويعرض لنماذج من النصوص، بلغت ثلاث وعشرين نصا، لتبيان سبق الإخوان وإثبات النقول الخلدونية.

 

5) السياسة:

        رغم إفادته من تجربته وهو يكتب في حقل السياسة يقرر الدكتور محمود إسماعيل نقل ابن خلدون الكثير من آرائه السياسية عن إخوان الصفا، ويعتمد عشرة نصوص لتوضيح إفادات ابن خلدون في هذا الصدد والمعاني التي لخصها، كما يؤكد على سبق الإخوان وكتاباتهم لظهور كتب الأحكام السلطانية مع أننا نعلم أن الكثير منها قد ألف ما بين ق 3 و5.

 

6) العلوم والمعارف:

        لأن الإخوان قدموا أهم إنجازات العقل العربي الإسلامي في مجال المعارف والعلوم، فقد نهل - يقول الباحث - ابن خلدون من جهود هؤلاء المتخصصين في نهم شديد، ونثر ما نقله عنهم بين فصول مقدمته، فمعظم آرائه ذات السمة العقلانية منقولة عن إخوان الصفا، ويورد أكبر حصيلة من النصوص، واحد وأربعين نصا، لبيان الرؤى والتصانيف والاصطلاحات والألفاظ التي سطا عليها ابن خلدون في هذا الشأن.

 

 

7) الإلهيات:

        يعرف من خلال هذا الموضوع بانتحالات ابن خلدون لأقوال إخوان الصفا في حقل الإلهيات، ويسوق بعض النصوص والفهارس (أربعة عشر نصا) التي تمثل حسب زعمه، حججا دامغة على إطلاع ابن خلدون على رسائل إخوان الصفا وسطوه على آرائهم من دون ذكرهم.

        وفي خاتمة الكتاب يخلص الدكتور محمود إسماعيل إلى أنه لم يعد لديه أدنى شك في عدم مصداقية ابن خلدون وما ادعاه من سبق في استحداث صنعة علم العمران، ويسوق بعض الأسباب التي حالت دون فطنة معاصري ابن خلدون ولاحقيه لواقعة سطوه على فكر إخوان الصفا، ومنها: إحراق الرسائل، وانفراط عقد جماعة الإخوان نهائيا، وكذا ما أشيع حولهم من زندقة ونعت بالمروق والإلحاد، وعدم اهتمام المعاصرين بدراستهم لا في أقسام الفلسفة، وعدم وجود من اهتم بدراسة الرسائل والمقدمة في أن واحد، هذا إلى جانب تناثر أفكار الإخوان وآرائهم عن العمران البشري بين ثنايا رسائلهم وتحت عناوين لا تثير الانتباه ووسط أفكار فلسفية غاية في التعقيد، وكذا نجاح ابن خلدون في إحكام فعلته بالقدر الذي يصعب معها الكشف والانتباه. ويذيل بلائحة للمصادر والمراجع، بلغت سنة وعشرين مصنفا، من ضمنها ثلاثة مصادر (رسائل الإخوان، مقدمة ابن خلدون – الإمتاع والمؤانسة للتوحيدي).

        ونحن بصدد المباشرة بمناقشة كتاب الدكتور محمود إسماعيل لا يفوتنا التنويه بجدة أبحاثه العديدة التي ساهمت في إضاءة قضايا مغمورة من تاريخ الغرب الإسلامي([2]) ولما كان أي تأليف قل ما يخلو من هفوات، ولما كان محمود إسماعيل من صنف الذين يؤمنون بالفكر النقدي، نقدم هذه الملاحظات التي عنت لنا مدركين أن هذه المهمة ليست بالأمر الهين، وهي ملاحظات تنتظم ضمن مستويين: منهجي ومعرفي.

        في عنوان الكتاب والمقدمة التي تتصدره يحدد الباحث جوهر أطروحته حيث جعل من مهمة كتابه تبديد الأسطورة التي نسجها الدارسون عن عبقرية ابن خلدون وفرادة إيداعه الثمين "المقدمة" وذلك باكتشافه حقيقة "ستفزع القارئ لأول وهلة" وهي أن كل النظريات والآراء التي ضمنها "المقدمة" هي منقولة عن رسائل إخوان الصفا باستثناء بعض "المباحث الخاصة برسوم الحكم ونظمه، وهي مباحث وصفية تقريرية لم يكتب عنها الإخوان"، ولا يفوت الدكتور محمود أن يطلع القارئ على مراحل تبلور اكتشافه الخطير عبر رحلته العلمية، حيث تحول الشك الذي كان قد ساوره حول مدى أصالة المقدمة، في السبعينيات إلى يقين مطلق في التسعينيات، وهو يقين يدحض القول بأن المقدمة عمل غير مسبوق. وبدورنا نتساءل إلى أي حد كان تفطن محمود إسماعيل واهتدائه إلى العلاقة بين المقدمة ورسائل إخوان الصف هو عمل أو كشف غير مسبوق خصوصا وأن الدكتور محمود إسماعيل يقدم أراءه مكسبا إياها طابع السبق والريادة كقوله: "مضت سبعة قرون على هذه الجريمة دون أن يكتشف عنها أحد من الدارسين والباحثين"، وفي نفس السياق يعلق في كثير من الاعتداد بالنفس، على تساؤل عابد الجابري المتشكك في إمكانية تأليف من حجم وقيمة المقدمة في مدة خمسة أشهر بقوله    "إنه سؤال ما كان من الممكن أن يجيب عليه الأستاذ الجابري ولا غيره إلا بعد قراءة هذا الكتاب" والغريب أن ذ. محمود إسماعيل لم يكلف نفسه عناء متابعة تحليل الجابري الذي يخلص إلى جواب مغاير لما ذهب إليه. محمود إسماعيل، والذي اعتبره حجة على سرقة ابن خلدون بالنظر أن مدة خمسة أشهر غير كافية قط لتأليف المقدمة بقدر ما هي كافية بالفعل للسطو على رسائل إخوان الصفا" ([3]).

        والحقيقة أن المطلع على عينة من الدراسات والأبحاث الغزيرة حول مقدمة ابن خلدون خصوصا تلك التي يشهد لها أنها قدمت أفضل تنوير منهجي للفكر الخلدوني. يكتشف أن أصحابها وعكس ما يزعمه الدكتور محمود، قد سبقوه إلى التنصيص أو التنبيه إلى أوجه العلاقة بين بعض آراء ابن خلدون وأراء وأفكار وإخوان الصفا، لكن من منظور مغاير لرؤية الباحث محمود إسماعيل،منظور يقر بظاهرة تواتر المعارف والنظريات وتراكمها في مسار الفكر العربي الإسلامي، وأن المقدمة كما يذهب بعضهم تعد "امتدادا وتطورا لمنازع الفكر العربي السياسي والاجتماعي منه خاصة" ([4])، بدل اعتبارها مجرد سرقة وسطو على إنجاز السابقين.

        ولا يمكن لنا في حدود هذا العرض أن نعرض لكل الأعمال التي كان لأصحابها قصب السبق في مضمار ما نحن بصدده، وإنما سنكتفي ببعض النماذج دون استيفاء حقها في الكشف والتعليل.

        ففي دراسة عميقة عن الأسس الاختبارية في نظرية المعرفة عند ابن خلدون يؤكد الباحث عبد السلام المسدي أن ابن خلدون كان يهتدي ببعض النصوص ومن ضمنها نصوص إخوان الصفا معتبرا أنها كانت بمثابة ضوابط مؤثرة في لغة ابن خلدون ذاتها، ويفترض أن للمقدمة جذور لو تم السعي لاستقصائها لتحددت مراجعها في ميراث الفكر العربي، ويزعم مبدئيا أن جملة من النصوص - ومن جملتها رسائل إخوان الصفا- قد وجهت ابن خلدون وجهة مخصوصة، ودون الخرم بأسلوب يقيني يرى أن تخليل هذه النصوص تحليلا مقارنا رهين تظافر البحث بين المؤرخ واللساني للتوصل علميا إلى كشف نقدي عن المؤثرات المعرفية التي أحاطت بفكر ابن خلدون ([5]).

        وفي بحث دقيق للباحث محمد الطالبي عن جذور النظرية الارتقائية وأثرها في مقدمة ابن خلدون يقر أن هذا الأخير وإن كان كعادته عموما لا يذكر مصادره، فإن ما يستفاد من دراسة المقدمة أنه تأثر كثيرا بخصوص النظرية الارتقائية برسائل إخوان الصفا ومؤلفات ابن مسكويه، وهو أمر يتضح بكل جلاء عند مقارنة النصوص وللاستدلال على ذلك يورد مقتطفات من رسائل إخوان الصفا حول نظرتهم للنظام الكوني مهتديا إلى أن كثيرا من آرائهم نصادفها في مؤلفين من مؤلفات ابن مسكويه (الفوز الأصغر – تهذيب الأخلاق)، وتأسيسا على المقارنة بين المصطلحات المستعملة، يكتشف أن ابن خلدون قد اقتبس جل آرائه بصدد هذه النظرية من ابن مسكويه الذي أخذها - كما سلف القول – من إخوان الصفا، وأن ابن خلدون جمع هذه الآراء في الفصل الذي عقده لتفسير حقيقة النبوة، وهو ما يذكرنا - يقول الطالبي - بالفصل الثالث من كتاب "الفور الأصغر" الذي عقده ابن مسكويه لنفس الغاية والغرض، ويسجل لابن خلدون أمانته بتأكيده على أنه كان يعتمد  على ما شرحه كثير من المحققين، ويجزم الباحث الطالبي معلقا على قولة ابن خلدون أن هؤلاء المحققين هم خاصة وفي المرتبة الأولى إخوان الصفا وابن مسكويه ([6]).

تأسيسا على ما سبق، يتضح مدى التباين بين استراتيجية القراءة التي تعتمد توسيع الدائرة المرجعية، والقراءة التي تكتفي بمنطوق النصوص، فبينما يعتبر الدكتور محمود الاقتباس سطوا، يرى الأستاذ الطالبي أن ذلك من قبيل التأثر بأفكار سابقة مضيفا خلافا لرأي د. محمود، أن ابن خلدون بالرغم مما يدين به لغيره، فقد خطا خطوات أخرى إلى الأمام وأمعن أكثر في السبيل الذي مهده سابقوه.

        وفي دراسة رائدة عن الخطاب الخلدوني يرصد صاحبها على أومليل بدقة علمية أوجه التقارب والاختلاف بين تصنيف إخوان الصفا وتصنيف ابن خلدون للعلوم والمعارف عامة، ومكانة التاريخ ضمن هذا التصنيف خاصة ([7]).

        تلك كانت مجرد أمثلة من بين عديدة، قصدنا من الوقوف عندها تفنيدا لزعم بالأسيفية والريادة في اكتشاف الخيوط الرابطة بين متن "المقدمة ونصوص الرسائل"، بصرف النظر عن تباين التأويل واستخلاص النتائج بين د. محمود إسماعيل ومن سبقوه على نحو ما أوضحناه أعلاه.

        والمطلع اطلاعا ولو سطحيا على كتاب "نهاية الأسطورة" سرعان ما يلمس الفرق الشاسع بين مستوى هذا الكتاب ومستوى أعمال محمود السابقة عنه والتي تنم عن كفاءة علمية يأنسها القارئ وإن اختلف معه في تحليله وآرائه الجريئة بما اتسمت به من ضبط في الرصد التوثيقي وتماسك في البناء النظري، وهي مزايا تغيب كليا عن هذا الكتيب، إذ يلاحظ خلوه من الطرح النظري العميق، ومن المساءلة الاستمولوجية لعدد من المفاهيم والقضايا التي يعالجها، ولعل ذلك ما جعل أسلوب القراءة الذي مارسه الدكتور محمود على النصوص المنتقاة، والإجراء الذي سلكه في سبيل إثبات السرقة العلمية يأتي في غاية السطحية وغير مقنع على الإطلاق حيث عمد إلى اختيار وانتقاء فقرات معزولة عن سياقاتها الأصلية من المقدمة. وأخرى منزوعة من رسائل إخوان الصفا تخص مباحث معينة ثم عرضها بتجريدها عن البنية الفكرية التي تتصل بها والإشكالات التي تعبر عنها، وفي الحقيقة لا ندرك حقيقة "الجريمة" التي اقترفها ابن خلدون. إذ يستعمل ألفاظا تفيد معاني مختلفة [النقل – السطو – الاقتباس – التلخيص – الانتحال – التأثر – أخذ المعنى – الإفادة – إعادة صياغة - الأخذ مع التعديلات أو التحفظات]. بينما لا نعثر ولو على نص واحد من بين النصوص التي أوردها** يطابق أو يماثل في المبنى والمعنى حرفيا نصوص إخوان الصفا إلى حد أن الباحث في حرصه على إقناع القارئ بما  يكفي من الشواهد والقرائن، يعتبر استهلال ابن خلدون لفصول المقدمة بعبارة "اعلم"، وهي العبارة ذاتها التي تستهل بها سائر فصول الرسائل ما ينهض دليلا على سرقة ابن خلدون، فهل هذا التعبير التقليدي الذي تحفل به أمهات الكتب التراثية يرقى إلى حجة إثبات الإدانة أم هو مجرد تعسف لإبراز حقيقة متوهمة في ذهن الباحث، علما أن هذا الاستهلال غير شامل لكل فصول المقدمة.

ويحق لنا أن نتساءل عن وزن وقيمة الأدوات المنهجية والمصدرية التي وظفها محمود إسماعيل للقيام بهذه التعرية الأركيولوجية لنص المقدمة، وإلى أي حد أخطأ أم أصاب في رهانه؟ ونبادر إلى التأكيد أن كثيرا من الأحكام العامة التي يصدم بها قارئ هذا الكتاب لابد من الوقوف منها بما يلزم من الحذر والحيطة لما قد يكون فيها من المبالغة والعسف، فعكس المنحى الذي تصدر عنه أحكام الدكتور محمود فإن ما جرى عليه الباحثون المعنيون بالتراث الخلدوني هو أن ما اعتبره نقولات وسرقة لهي من الأسس المتواترة في الفكر العربي الإسلامي خاصة الموسوعي، فابن خلدون متبع ومبتدع في نفس الآن، شأنه في ذلك شأن المفكرين العظام، فعلى حد تعبير المفكر عبد الله العروي، "فإن الابتداع يقوم حتما على الاتباع وإلا كان جهلا إن لم يكن وحيا" مؤكدا أن أصالة ابن خلدون بالضبط في كونه نقب عن جذور فكر وأحكام المؤلفين السابقين له فكشف عن الأرضية التي وقف فوقها كل الذين سبقوه ([8]) وعليه فتأثر ابن خلدون بسابقيه ومنهم إخوان الصفا لا يقلل من أصالته، بل على العكس من ذلك فإن تأثره هذا هو ما جعل المقدمة نتاج صهر خصب لأصوليات فرعية فجاءت نموذجا للتتويج الكلي والقدرة على التجريد والتنظير والطاقة في الاستقطاب المعرفي الشامل.

        وتدفعنا هذه الملاحظة إلى تأييد ما ذهب إليه الباحث على أومليل بخصوص علاقة ابن خلدون بمصادره إذ يرى أن ابن خلدون ليس من صنف المؤلفين الذين يكتفون باستقاء مادة موضوعهم من مصادر ومظان معينة، وهو ما بوسع ومكنة أي باحث أن يستقصيها ويصنفها ويقومها من زاوية العلاقة المباشرة بين "المصادر والمعارف"، وإنما ابن خلدون يتجاوز هذا المستوى ويخضع المعرفة المستقاة من مصادر متنوعة لتفكير نظري قصد صياغة تنظير معين ([9]) وهو ما يضفي بالذات على قراءة ابن خلدون وتوظيفه للمصادر تميزا واضحا، ولاشك أن الدكتور محمود إسماعيل لو اعتمد نفس هذه الرؤية العميقة لعلاقة ابن خلدون بمصادره في رصده لمواطن التلاقي بين نص المقدمة ورسائل الإخوان لما اعتبر التأمل النظري لابن خلدون في نصوص إخوان الصفا وإعادة صياغة بعض أفكارهم من قبيل السرقة والسطو.

في معرض المبحث الذي خصصه لابن خلدون، والذي حاول فيه أن يبرز كيف جيكت الأسطورة وإثبات زيفها، يسوق عدة آراء تمجيدية لعدد من الدارسين العرب والأجانب، تسقط في التعظيم المفرط الذي يسيء إلى الحقيقة، ويحسب قارئ هذه الشهادات وفق الطريقة التي عرضها بها ما يوحي بدعوة ضمنية منه إلى تحرير الخلدونية من الأوهام وإزالة ما ليس منها، لكن ما أن نمعن النظر في استراتيجية القراءة حتى يخامرنا الشك في سلامة ما يقدمه إلينا، إذ يرى أن الوقت حان لإنصاف إخوان الصفا بعد "مؤامرة الصمت المعرفي" التي استمرت عدة قرون، وبالتالي هم جديرون باحتلال المكانة الأسطورية التي احتلها ابن خلدون "دون وجه حق مكانهم" فنحن إذن حيال دعوة صريحة لاستبدال أسطورة بأسطورة بديلة هي أسطورة إخوان الصفا، وبالنتيجة سيصبح الفكر الإخواني بدوره ضحية القراءات اللاتاريخية واللاعلمية، حيث لم يأل جهدا في تعداد مواطن السبق في فكرهم على ما نحو ما أبرزناه في الملخص وغني عن القول أن تطويع فكر إخوان الصفا لتأويلات متعسفة لا ضابط ولا حدود لها، يفضي إلى انفصام بين الفكر وسياقه الواقعي.

ضمن تعريفه بإخوان الصفا يلاحظ أنه برغم حماسته وترديده للغبن الذي تعرضوا له، لم يفلح في تقديم أكثر من تسع صفحات هي بالتأكيد غير مستوفية لغرض تبديد الغموض الذي يلف تاريخ الإخوان، وبالتالي استحالة الإجابة عن الكثير من الأسئلة التي ترتبط بصميم حركتهم، فهو وإن أبرز نشأتها في بداية العصر العباسي الثاني لم يوفق في متابعة صيرورتها، ولم يقدم كافة نشطائها، كما أغفل الإشارة إلى مراكز استقرارها وانتشارها شرقا وغربا، ولم يبرز طرق تواصلها وكيفية عملها وتأليفها الجماعي، فربما حرص المؤلف على تأجيل ذلك إلى حين صدور كتابه المنوه إليه "إخوان الصفا رواد التنوير في الفكر الإسلامي".

ومن جانب آخر تصطدم الصورة الوردية التي رسمها محمود إسماعيل لهؤلاء ولعصرهم بالكثير من الحقائق وببعض نصوص الرسائل التي لا تساير دائما تأكيدات الباحث واستنتاجاته. فعن العصر العباسي الثاني ينبه بعض الدارسين إلى أن، "خلافة المتوكل كانت خاتمة لعصر حافل بالآراء والمبادئ وفاتحة لعصر آخر قيدت فيه الآراء والأفكار وفتحت فيه السلطة للمحافظين والفقهاء" ([10]) كما شهد هذا العصر غزارة في الكتب الدينية ومصنفات الحديث والتفسير وندرة في المؤلفات العلمية والفلسفية وذكر الطبري مؤرخا لأحداث سنة 284هـ  أنه "تودي في الجامعين بأن الذمة بريئة ممن اجتمع من الناس على مناظرة أو جدل وإن فعل "ذلك أحل بنفسه الضرر" ([11]). وأثبتت الحوليات قيام الخليفة المعتضد في سنة 277هـ باضطهاد الفلاسفة واستحلاف الوراقين بأن لا يعملوا على نسخ أي مؤلف فلسفي ([12])، هذا إلى جانب أشكال التضييق والاضطهاد التي تعرض لها الشيعة وأعلامهم وكذا الاعتزال الذي شجب في هذا العصر ونعث بحزب إبليس. فغلبة التيار النصي سمة غالبة على القرن الثالث والنصف الأول من القرن الرابع، ومن ثمة فالقول إذن بنشأة حركة إخوان الصفا مع بداية العصر العباسي الثاني يحتم مراعاة مثل هذه التحولات وغيرها، ورصد أثرها على الفكر والمعرفة إجمالا ([13]).

إن إضفاء محمود إسماعيل الطابع العقلاني والعلماني على حركة الإخوان، وترويجه لانفتاحهم على مختلف المذاهب والمدارس تخالف بعضا من مواقفهم التي تهاجم المتكلمين والفلاسفة ([14]) ولنترك منطوق النصوص يفصح فهم يقولون بشأن المتكلمين: "الدجالون الدُّلِعُو الالسن العميان الشاكون في الحقائق الضالون عن الصواب".

وبشأن الفلاسفة يقولون: "واعلم أن كل نبي بعثه الله فأول من كذبه مشايخ قومه المتعاطون الفلسفة والنظر والجدل" وكذا قولهم: "ولا تقلد أقاويل الفلاسفة المختلفي الآراء المتناقضي الأقاويل".

إن الربط بين حياة ابن خلدون وطموحاته السياسية المتقلبة على النحو الذي فسره د. محمود إسماعيل لا يستقيم ولا ينسجم مع طبيعة العالم الباحث عن الحقيقة، فهو كلام مردود بدليل أن كثيرا من علماء المسلمين اشتغلوا بمعمعة السياسة وانخرطوا في تقلباتها وتموجاتها كالإمام ابن حنبل والإمام أبو حنيفة والإمام الشافعي وكذا معاصره ابن الخطيب، وتحفظ لنا الحوليات أن الإمام مالك قد ضرب حتى انخلعت كتفه بسبب فتوى فسرت على أنها سحب لبيعة أبي جعفر المنصور، فكل هؤلاء وغيرهم اشتغلوا بالسياسة وخلفوا لنا مصنفات هامة في حقول العلوم والفتاوي والشريعة.

* ينطلق محمود إسماعيل في محاكمته للإبداع الخلدوني من كتاب المقدمة ولا يذكر شيئا البتة عن باقي الآثار الخلدونية باستثناء إشارة إلى كتاب "التعريف"، وهذا الأمر يدعونا إلى التساؤل حول خلاصات مثل هذه القراءة الحرفية الأحادية، إذ ينبغي أن يغرب عن بالنا أن "المقدمة" كما وضعها ابن خلدون لا تنفصل عن التاريخ ولا خارجه فهي جزء لا يتجزأ منه، فضلا عن أنه يتعذر تكوين فكرة متكاملة عن النسق الخلدوني بدون مراعاة مختلف عناصر والمشروع الخلدوني والاعتماد على مختلف الآثار الخلدونية.

التيار النصي (على التيار العقلاني الذي توجه المعتقد القادري سنة 402 ليعد) سمة غالبة.

* من بين الأدلة التي يسوقها د. محمود إسماعيل لإثبات السطو الخلدوني على معارف إخوان الصفا كون تعابير المقدمة غريبة عن ابن خلدون وتنسجم في أكثر من وجه مع عصر رسائل إخوان الصفا، لكن الكتابات التي اهتمت بدراسة هذه الرسائل ونتاج أعضاء حركة الإخوان، تثبت أو وحدة الأسلوب انعدمت والأساليب الفنية والصيغ التعبيرية تباينت بين إخوان الصفا، يضاف إلى ما سبق أن ابن خلدون قد أفاد واحتك بكتابات ومصنفات سابقة ومعاصرة للإخوان (الماوردي – المسعودي – الطبري - الشهر ستاني – ابن حزم...)، فكيف يستقيم القول أمام هذا التنوع في المناهل أن ابن خلدون تأثر بل نقل لغة الإخوان، وبأي معنى وكيف توحدت إبداعات هؤلاء ولغتهم في متن المقدمة.

* يلاحظ من خلال قراءة كتاب "نهاية الأسطورة" غلبة خاصيات التعميم والإطلاقية والارتباك التي تلف بعض القضايا المعالجة، فالباحث يؤكد على أن "كل الدارسين عرب ومستشرقين رفعوا ابن خلدون إلى مصاف الفلاسفة الكبار المفكرين، ثم يعود ليكتب ومن الإنصاف التنويه بأن بعض الدارسين قد فطنوا من قبل إلى وجوه بعض السلبيات في الفكر المنسوب إلى ابن خلدون، ومن أمثلة ارتباك - إن لم نقل تناقض أحكامه - أنه في سياق تفنيد الأطروحة القاتلة بأن حركة الإخوان لم تكن دعوة سياسية ولم تطمع في تأسيس دولة يستدل بأنهم لم يفردوا مباحث عن الإمامة، لكن ما يلبث أن ينسى إقراره هذا ليكتب نقيضه مؤكدا أن ابن خلدون نقل عن إخوان الصفا كما نقل عنهم ابن النفيس في كتابه "السيرة الكاملة" "ثلاثة نصوص" "أحدهما عن طبيعة العمران والثاني عن ضرورة المعاش والثالث عن الإمامة"، ولعل أقصى ما يعبر عن اضطراب معلومات د. محمود وعدم تحريه ما يكفي من الدقة هو جعل السابق (لابن خلدون) يسطو على اللاحق (لابن الزرق). 

* يذكرنا تقويم الدكتور محمود إسماعيل لابن خلدون من خلال التركيز على سيرته بحملة العداء والكراهية التي تعرض لها ابن خلدون من قبل معاصريه وتلامذته المصريين([15]) من أمثال (الغيثني – البشيشي – ابن حجر – السخاوي – ابن ثغري بردي) الذين تشددوا في الحكم على حياته الخاصة ورموه بالغطرسة والشذوذ الجنسي، وقد نربط هذا التلاقي في الأحكام والمواقف المصرية إزاء ابن خلدون بإشكال واسع ذي صلة برغبة بعض المشارقة عامة والمصريين خاصة في تأكيد نزعة مركزية شرقية، ولعل في هذا الإطار تندرج بعض الانتقادات الحادة التي وجهت للباحث عابد الجابري بخصوص أطروحته عن تميز المدرسة المغربية الأندلسية والتي كان من أبرز أقطابها ابن خلدون.  

* إن قارئ الكتاب يدرك سعي صاحبه إلى شرح أطروحته متوسلا بمفاهيم مستقاة من حقول معرفية متنوعة كمفهوم اللامفكر فيه، ولاشك أن استعمال المفاهيم ليست عملية لفظية وشكلية أو مجرد مفاهيم فلسفية مجردة تُسْتَهْوى وإنما هي توظيف إجرائي لابد أن يعي الباحث خلفياته المعرفية والابستمولوجية، وهذا ما لا نلمسه في طريقة استثمار د. محمود لبعض هذه المفاهيم، فبدل أن نعتبر أن فكر وتاريخ إخوان الصفا برمته يدخل في "اللامفكر فيه" كما ذهب إلى ذلك، نرى أن المقتضى المنهجي يفرض أن نتساءل عن معنى ودلالات اللامفكر فيه بالنسبة لإخوان الصفا، بمعنى ما هي العوائق الحقيقية التي كانت تقيد فكرهم وفكر غيرهم، وتجعل هذا الفكر أسير البنية الثقافية السائدة لا يتجاوز ما تسمح به بالتفكير.

* وفي ختام هذه المقالة، نعتبر أي مسعى نقدي يروم كشف النقاب تاريخيا عن شخصية كبرى من عيار ابن خلدون هو أمر محبذ وضروري إذ لا يضيم هذه الشخصية أن يفرز ضمنها بين عناصر الشخصية التاريخية وعناصر الشخصية الأسطورية، لكن ما يخشاه المرء هو أن يسقط هذا المسعى في اللمم، ويفضي إلى قتل لما هو حي في الماضي، وتخليد وزهو بما هو ميت، إن هذه القراءة لكتاب "نهاية الأسطورة" تبدو لنا بمثابة جلسة محاكمة، المتهم أو الجاني هو ابن خلدون، والمجني عليهم هم إخوان الصفا، والجريمة هي اقتراف السطو، والقاضي الذي يمتلك ما يكفي من وثائق الإدانة هو      د. محمود إسماعيل، فهو وفم هذا الأخير مرافعة عادلة وحجج مقنعة ومفحمة؟


 


[1] - د. محمود إسماعيل، نهاية أسطورة: نظريات ابن خلدون مقتبسة من رسائل إخوان الصفا عامر للطباعة والنشر ج. م المنصورة الطبعة الأولى نوفمبر 1996.

    ملحوظة: لم نود أن نكثر من الإحالات التي تخص الشواهد المأخوذة من الكتاب المدروس وأثرنا إثباتها بين معقوفتين في متن الدراسة .

[2] - نذكر منها: الخوارج في بلاد المغرب – الأغالبة – الحركات السرية في الإسلام.

[3] - محمد عابد الجابري، فكر ابن خلدون: العصبية والدولة البيضاء 1979، ص ص. 83 –86.

[4] - الجابري، نفس المرجع، ص. 8.

[5] - عبد السلام المسدي، الأسس الاختبارية في نظرية المعرفة عند ابن خلدون، الفكر العربي، العدد: 16، السنة الثانية 1980، ص. 10.

[6] - محمد الطالبي، نظرية النشوء والارتقاء: جذورها في التفكير الإسلامي وأثرها في مقدمة ابن خلدون، ضمن أعمال ندوة ابن خلدون، منشورات كلية الآداب الرباط 1979، ص. ص. 207 – 210.

[7] - Ali OUMLIL, L'histoire et son discours: Essai sur la méthodologie, 1979,    

p. 53 - 56. d'Ibn Khaldoun. Publication de la Faculté des Lettres - Rabat.             

[8] - عبد الله العروي، مفهوم الدولة، الدار البيضاء 1971، ص. 99 – 100.

[9] - علي أومليل، الخطاب التاريخي: دراسة لمنهجية ابن خلدون،منشورات كلية الآداب معهد الإنماء العربي بيروت.

[10] - أحمد أمين، ظهر الإسلام، دار الكتاب العربي بيروت 1969، ج2، ط 5، ص. 49.

[11] - محمد بن جرير الطبري، تاريخ الأمم والملوك، المطبعة الحسنية، د.ت، ج11، ص. 355.

[12] - الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 11، ص. 340.

[13] - محمد تضغوت، عصر تسلط الأتراك في العراق (232 – 334هـ) د.د.ع فاس 1984 (مرقونة) ص. 168.

[14] - رسائل إخوان الصفا، ج 4، دار صادر بيروت 1957، ص. 51 وص. 179.

     نقلا عن: محمد عابد الجابري، تكوين العقل العربي، ط. الثانية، دار الطليعة بيروت 1985، ص. ص. 202 – 204.

[15] - عن المصريين الذين تحاملوا على سيرة ابن خلدون يراجع: علي أومليل: الخطاب التاريخي، ص. 134.

 
 
 

 

 
 

ضيوف الموقـع

 

جمال حيمر

 

 

 

 

 

 

 

  ا

معجم السيميائيـات متابعـات نقديــة ترجمــــات

دراســــات

 مؤلفــات بطاقة تعــريف الصفحة الرئيسيـة
للاتصـــال  مواقـــع   خزانات الموقـع صحف ومجـلات رسائل وأطروحـات وحدة تحليل الخطاب مجلـة عــلامات

موقع سعيد بنگراد - تاريخ الإنشاء: نونبر 2003