1 - إن نظرية ترجمة النصوص ضرورية ، ليس باعتبارهانشاطا
ذهنيا ، ولكن باعتبارها ممارســة نظرية نستهدف المعرفة التاريخية
للسيرورة الاجتماعية للتنصيصيــة ، وباعتبارها عبر - لسانيات ، تتحدد دلالة كل
وحدة داخل الوحدة الكبرى التي تحتويها
: إن نظرية ترجمة النصوص متضمنة في الشعرية ، التي هي نظرية
قيمة ودلالة النصوص .
2 - لاتستطيع التجريبية أن تنظر للتجربة التنصيصيـــة ، أو
اللاتنصيصية ، للترجمات التي تشتغل باعتبارها أعمالا إبداعية
وباعتبارهــا عوامـــل انزيـاح ثقافية كــــما هو الـشأن مـــع الفولكــــات la Vulgate أو La King James Version .
3 - إن ترجمة نص ماهي نشاط عبر - لساني ، إنها شبيهة بفعل
كتابة النص نفسه ، ولا يمكن أن ينظر إليهـــا من خلال لسانيات
الملفوظ ولا من خلال الشعرية الشكلية لياكوبسون ( Jakobson ) .
4 - لاتستطيع شعرية الترجمة أن تكون لسانيات تطبيقية من
خلال نظرية النصوص التي تفترضها . إن شعرية الترجمة باعتبارها ممارسة نظرية تعد شعرية تجريبية .
5 - إن أهميتها الإبستيمولوجية تكمن في مساهمتها في التنظير
لممارسة اجتماعية لم ينظر إليها بعد وفي نقد العناصر الايديولوجية
للسانيات ثم في نقد نظرية الأدب وسوسيولوجية الأدب .
6 - تفترض نظرية اللغة نظرية الأدب . وتفترض نظرية الأدب نظرية
اللغة . وتحتوي نظرية اللغة على
نظرية الأدب ليس باعتبارها حدا أو استثناء ، ولكن باعتبارها ممارسة
خاصة إلى جانب الممارسات الاجتماعية الأخرى ، لا هي مقدسة ثقافيا ولا
هي متجاهلة في خصوصيتها .
7 - إن ممارسة نظرية لترجمة النصوص تقتضي تحليلا للتعارض
بين الفن والعلم في ميدانها ، كما لو كانت تنطلق من نقل غير منظر
لمفهوم العلم خارج خصوصيته (
وداخل ما هو لامرئي في الاختلاف الثقافي للمجال الدلالي لمفهوم العلم
بين لسان وآخر ، ومن حقل فلسفي في لسان أول إلى حقل فلسفي في لسان ان
، (الفرنسية مثلا ) . تتموضع نظرية ترجمة النصوص
، وهذا أساسي بالنسبة للابيستيمولوجية ، في العمل على دراسة العلاقات
بين الممارسة التجريبية والممارسة النظرية ، وبين الكتابة
والايديولوجية ، وبين العلم والايديولوجية .
8 - تتموضع ترجمة نص ما في ممارسة وفي نظرية النصوص ،
اللتين تتموضعان بدورهما في نظرية عبر
- لسانية التلفظ .
9 - تكمن نظرية عبر -
لسانية التلفظ في التفاعل ما بين لسانيات التلفظ ( غير مقيدة بأية مثولية بنيوية
للخطاب ) ونظرية للايديولوجية . ويساهم في بلورة هذه النظرية
كل من الممارسة النظرية للنصوص والممارسة النظرية لشعرية الترجمة .
10 - إذا كانت ترجمة نص ما مبنينة - متلقاة كنص ، فإنها تشتغل
باعتبارها نصا . إنها كتابة
لقراءة - كتابة ، مغامرة
تاريخية لذات ما . إنها ليست
شفافة بالنسبة للأصل .
11 - إن مفهوم الشفافية - مع لازمتها المهذبة ''
تواضع '' المترجم الذي يتوارى - تدخل في نطاق ماهو سائد
باعتبارها جهلا نظريا وتجاهلا خاصا بالايديولوجية التي لاتعرف نفسها . وتتعارض هاتـــه الفكرة مع الترجمة
باعتبارها إعادة تلفظ خاص لذات تاريخية ، وتفاعل شعريتين ، ولاتمركز،
وباطن - ظاهر لســــان ما ، ثم
باعتبارها مجموع التنصيصات في هذا اللسان .
12 - اللاتمـــركز علاقـة نصية بيــــن نصيـــــن ينتميــان
للسانين - ثقافتين إلى حدود البنية
اللسانية للسان ، مادامت هذه البنية اللسانية قيمة في نسق النص . والالحاق هو محو هذه العلاقة
، إنه وهم البديهي والـ << كما - لو >> ، كما لو أن نصـا في لسان
المصدر كتب بلسان الهدف ، بغض النظر عن اختلاف الثقافة ، واختلاف الحقبة
، واختلاف البنية اللسانية .
يوجد النص على مسافة ما : فإما
أن نظهرها أو نخفيها ، دون تقليص أو تمديد .
13 - إن الفكرة الشائعة التي تقول بأن ترجمة ما لا يجب أن
تعطي الانطباع بأنها ترجمة ، لها معنيان : في الحالة الأولى ، نكون أمام
وهم الشفافية ، الكتابة الايديولوجية
<< السلبية >> ، ثم
الترجمة الثقافية المرفوقة بتجاهلها لذاتها ؛ أما في الحالة الثانية
، فننتج نصا أصليا بلسان الهدف متجانسا مع نص - لسان المصدر . ويمكن عموما إبراز وجود خلط
بين هذين المعنيين . إذ عندما
نحدد المعنى الثاني فإننا نمارس المعنى الأول في حقيقة الأمر . ويهيمن هذا الأخير لأنه ينقل
الايديولوجية المسماة :
المهيمنة في ممارسة الالحاق .
14 - ينتمي وهم الشفافية إلى نسق إيديولوجي موسوم بأفكار
مترابطة هي التغاير بين الفكر واللغة ، عبقرية اللسان ولغز الفن ؛
وتنبني هاته المفاهيم على لسانيات الكلمة وليس النسق وعلى الألسن
باعتبارها تعيينات خاصة لمدلول متعال ( إسقاط فلسفي لأولوية التمركز الاوروبي والتمركز الفكري ثم
كولونيالية الفكر الغربي ) .
تؤدي هاته المفاهيم إلى معارضة النص بالترجمة عبر تقديس الأدب . ويقوم هذا التقديس مقام
التعويض بالنسبة لتحييده السياسي . هذا التقديس ، وهذا التعويض ، هما اللذان يحددان الدور
الاجتماعي للجمالية . وينجم عن
هذا التعارض الايديولوجي بين النص والترجمة ، مفهوم ميتافيزيقي غير
تاريخي يقول باستحالة الترجمة .
15 - إن تفاعل الشعريات وإعادة إنتاج التلفظ التاريخي يمكن
أن يتأخرا كما يمكن أن لا يتما قط بالنسبة لعمل إبداعي معطي في علاقة
بيلسانية - بيثقافية معطاة سلفا . إن المتعذر ترجمته باعتباره
نصا ، هو الأثر الثقافي الناتج عن هاته الأسباب التاريخية . إن المتعذر ترجمته هو اجتماعي
وتاريخي وغير ميتافيزيقي ( ما
لا يمكن إيصاله ، ما لا يمكن حكيه ، اللغز ، العبقرية (1) . مادام زمن الترجمة - نص لم يأت بعد ، فإن الأثر
عبر - اللساني هو أثر للتعالي ،
وهكـــــــذا يؤخذ المتعذر ترجمته كصفة وكمطلق (2) .
16 - إن الوضع السوسيولوجي المعاصـــر للأدب المبني على
هذه الميتافيزيقا وعلى التعارض القائم بين النص والترجمة ، بين فعل
الكتابة وفعل الترجمة ، يرجح كفة النص وفعل الكتابة . إن النظرية اللسانية للترجمة
نفسها ، ومن خلال ثنائيتها ، لا تنظر لنفس العمل حول اللسان بالنسبة
للنص وبالنسبة للترجمة . وهكذا
ففي ظل هيمنة لسانيات - ثقافية
ملزمة للتبعية يمكن للنص أن يقيم هيمنة مضادة وموازية ( هيمنغواي Hemingway ) ، في حين إن ترجمة - ترجمة لاتقدر ولا تتجرأ على
ذلك . إنها تطبيق لنموذج
ايديولوجي . إن غياب - الحظوة عندها هو نتاج لغياب - العمل ،الحظوة والعمل هما في
علاقة دائرية .
17 - هناك أمبريالية ثقافية تجنح إلى نسيان تاريخها ،
وبالتالي ، إلى تجاهل الدور التاريخي للترجمة والاقتباسات في ثقافتها . إن هذا النسيان هو لازمة
لتقديسها أدبها .
18 - لكل مجال ثقافي ، ولكل ثقافة - لسان ، تاريخيته ، دون أن
يكون معاصــرا ( بشكل تام ) للمجالات والثقافات الأخرى . فالروس لايترجمون الفرنسية
بالطريقة نفسها التي يترجم بها الفرنسيون الروسية .
19 - لا يمكن فصل تعدد المعاني في اللسان والثقافة . يؤدي هذا الاقتراح إلى عدم
الفصل بين التقرير والايحاء بين القيمة والدلالة ثم يؤدي إلى التصور
التالي : إن الترجمة التي ترى
نفسها أنها ترجمة لسانية ، هي ترجمة ثقافية تتجاهل بعدها الثقافي . إنها تؤدي إلى تفضيل
اللاتمركز بناء على اعتبارات نظرية وتاريخية وضدا على الرأي المهيمن .
20 - إن تــاريخيـــة عــلاقــــة الترجمــة بـــين
ميدانـــين لسانيين - ثقافيين ،
تنتج في لسان الهدف أدوات دلالية وتركيبية محدودة أولا بالترجمات ثم
تصير فيما بعد عاملا لتطور بعض خصائص اللسان ، إنها تشبه دورفولگات Vulgateفي اللاتينية ، ودور
الترجمات اللاتينية في القرنين XIV و X V في الفرنسية . إن زمن الترجمة والخصوصية
اللسانية -الثقافية للعلاقة
القائمة لهما الاهمية نفسها .
إن الترجمة باعتبارها تأسيسا لعلاقة جديدة ، لا يمكن أن تكون سوى
حداثة وابتكار . في حين يرى
التصور الثنائي أن ترجمة نص ما هي شكل وتقليد . إن شعرية الترجمة تعطي بعدا
تاريخيا Historicise لتناقضات
فعل الترجمة بين لسان المصدر ولسان الهدف . بين حقبة وأخرى ، بين ثقافة
وأخرى . بين علاقة ذاتوية subjectale و << إعادة إنتاج >> .
21 - إن التعارض الثنائي بين الشكل ( أو التعبير) والمعنى( أو المضمون ) ، قد تم تجاوزه من خلال
نظريــة النصوص باعتبارها بنية عبــــر
- لسانية وباعتبارها تسجيلا عبر
- << نرجسي >> لذات
معممة . إن التعارض بين الشكل
والمعنى عمل ولايزال على تفضيل المضمون الايديولوجي . إنه يتقدم باعتباره عنصرا
طبيعيا ، في حين أنه نتاج ثقافي تاريخي
. إنه يقحم في نظرية اللغة مفهوما منطقيا للحقيقة ، فينتج عنه
الموقف الافلاطوني الذي يجد امتدادا له في الماركسية . ويفترض هذا الموقف علم الجمال . إنه لا هوتي لابنيوي ولا جدلي .
22 - يشير مفهوم الشكل إلى الصعوبة الاضافية لتفكيــك
السنن بالنسبة لنفس المعنـى .
وإذا كان الأمــر كذلك ، فإن شكــل التواصل << الفني >> سيكون قد اختفى منذ زمن ،
باعتباره غير ذي أهمية سيميائيا . لقد أوضح لوتمان Lotoman
أن مفهوم الشكل غير ذي جدوى نظريا .
( Struktura khudozestvennovoteksta, Moscou, izd, Isskustvo,
1970 ) .
23 - إن المفهوم السلوكي للمعنى باعتباره استجابة ، يدخل
في إطار ايديولوجية ما هو طبيعي . إنه يطرح مسبقا استجابة المتلقي الأصلي . وهو يفضل التفسير والتأويل
على حساب الابستيمولوجية. إن
مفهومه النفعي للانجاز يجعل هدفه ايدولوجيا وليس علميا ، كل ذلك خلف
مظهره العلمي الذي يصبح هو نفسه أداة في خدمة الايديولوجية . إنه يرتكز على التعارض بين
الشكل والمعنى ثم يعود ليبرره .
إنه يختزل الدلالات المتعددة في الدلالـة الواحــدة ويختزل الثقافة
في اللسان .
24 - يتناول الرأي الثنائي بطريقة متناقضة النص باعتباره
لغة ناقلة ( فهو لايبني سوى
لسانيات الملفوظ والترجمة التي تتجاهل خصوصيتها ) وباعتباره تنافرا ، انتهاكا ،
استثناء ، إضافة يعارض بها اللغة الناقلة المأخوذة كمعيار .
25 - إن ترجمة نص ما ، ليست هي ترجمة اللسان بل إنها ترجمة
نص في لسانه . وهو نص بلسانه ،
مادام اللسان لسانا بالنص .
26 - أن تترجم اللسان وحده معناه أن تنتقل من بنية إلى
أخرى . ومادام باستطاعة نص ما
أن يخلق قيمة لذاته من خلال بنية ما للسانه ، فإن ترجمة النص
باعتباره نصا ، تؤدي بنا في ارتباطها مع احتمالات ، وتكرارات لسان
الهدف إلى البقاء في حدود التناقض بين بنيتين لسانيتين عبر النص
وداخله .
27 - ليست ترجمة <<
الشعر >> أكثر << صعوبة >> من <<النثر>>
. إن مفهوم صعوبة الشعر الذي يطرح حاليا وكأنه قديم العهد ،
له بداية يمكن تعيينها . إنه
يحتوي على خلط بين البيت الشعري والشعر
. وهو مرتبط بمفهوم الشعر باعتباره انتهاكا لمعايير اللغة . إن الخصوصية التطبيقية
والنظرية للترجمة تختلف بحسب خصوصية ممارسة اللغة المترجمة . إن مجال الممارسة والنظرية
بالنسبة لترجمة أي نص كان ، هو مجال ممارسته .
28 - إن الترجمــة ، حسب تاريخيــة فعل الترجمــة ، هـي
ترجمة - مدخل ، قبل أن يتحقق
زمن الترجمة -نص إذا أمكن ذلك .
29 - إن التعريفات التي ترى في النص مجموعة من التأليفات
الشكلية لاتنظر إلى علاقة القراءة عبر
- لسانية وعبر - نرجسية
التي تفرض نظرية للذات .
30 - لم تعد الترجمة تعرف باعتبارها نقلا لنص المصدر إلى
أدب الهدف أو عكسيا نقل قارئ الهدف إلى نص المصدر ( حركة مزدوجة ، تنبني على
ثنائية المعنى والشكل التي تطبع تجريبيــا أغلــب التـرجمات )، ولكن باعتبارها اشتغالا في
اللسان ، لا تمركزا ، علاقة بيشعرية بين القيمة والدلالة ، إنها
بنينة ذات وتاريخ ( قد فرقتها
المسلمات الشكلية ) وليست معنى .إن هذا الاقتراح يسلم بأن النص
يشتغل باللسان باعتباره إبيستيمولوجية تشهد على معرفة متصلة بهذه
الممارسة ، إذ إنه خارج هذه الممارسة ، لا تبقى معرفة وإنما مدلولا .
31 - لا تكون الترجمة متجانسة مع نـص مـا ، إلا إذا أنتجـت
لغة - نسق ، هي اشتغال في
سلسلات الدال ( ففي النص - نسق وعبره، توجد سلسلات تكون
النسق بدءا من الوحدة الصغرى إلى الوحدة الكبرى ) باعتبارها ممارسة للتناقض بين
النــص الأجنبـي وإعادة التلفظ ، بين منطق الدال ومنطق العلامة ، بين
لسان - ثقافة - تاريخ ما ولسان - ثقافة - تاريخ آخر .
32 - يمكننا بناء علاقة عروضية تجمع بين بنيات الدال من
النص المصدر إلى الترجمة -نص ،
على خلاف الرأي الذي كان يعارض بين فونولوجية وأخرى على مستوى اللسان
وعلى مستوى اللسان وعلى مستوى كل مفردة مفردة ، ليخلص إلى استحالة
الترجمة . وبالفعل إننا لا
نترجم الفونولوجية ولكننا أيضا لانترجم لسانا في نص ما . إننا نبني وننظرإلى علاقة
تقابلية من نص إلى نص آخر ، وليس من لسان إلى آخر . إن العلاقة البيلسانية تأتي
عبر العلاقة البينصيــة ، ولا تأتي العلاقة البينصية عبر العلاقة
البيلسانيــة .
33 - إن التمييز القديم بين النص والترجمة ( إضفاء قيمة اجتماعية على النص
، مجانية الترجمة ووضعها المنحط ) لا يظهر ملائما إلا بالنسبة للممارسة الشائعة ، التي هي تصفيح
لممارسة مجردة وغير منظر لها على أساس ممارسة إنسانية ملموسة تتضمن
مسبقا ودائما تنظيرها . هذا
التمييز ( النظري ، الاجتماعي ) لم يعد ملائما بالنسبة لترجمة - نص لنص ما . وقد أكدت بعض الترجمات ذلك
تجريبيا .
34 - تفترض العلاقة الشعرية بين النص والترجمة عملا
ايديولوجيا ملموسا ضد الهيمنة التجميلية ( << الأناقة >> الأدبية ) التي تتسم بالممارسة الذاتية
للحذف ( حذف التكرارات مثلا ) ، الإضافات ، التغييرات
والتحويلات وكلها مقرونة بفكرة مسكوكة عن اللسان والأدب. إن هذه التجميلية تميز إنتاج المترجمين باعتباره إنتاجا
ايديولوجيا ، في حين إن الإنتاج النصي هو دائما مضاد للايديولوجيا
ولو جزئيا على الأقل . وباعتبار
الشعرنة ( أو إضفاء الأدبية ) اختيارا لعناصر تزيينية
انطلاقا من كتابة جامعية لمجتمع معين في لحظة معينة، فهي من
الممارسات الأكثر شيوعا لهاته الهيمنة التجميلية . والحال نفسه ينطبق على إعادة
الكتابة : ترجمة أولى << ترجمة حرفية >> من خلال شخص يعرف لسان
المصدر ولكن لا يتكلم النص .
لتليها بعد ذلك إضافة مسحة <<
شعرية >> على يد شخص يتكلم النص
ولكن يفتقرإلى اللسان . إنها
تجسيد للثنائية ، فحتى لجان ترجمة التوارة تتوفر على أسلوبييها .
35 - تفترض العلاقة الشعرية بين النص والترجمة إقامة تصور
دقيق ومنسجم يتميز بتناغمه الخاص ( يتحدد التناغم بالخاصة التركيبية للمعجم ) وبعلاقة الموسوم بالموسوم
واللاموسوم بمثيله ، صورة بأخرى ثم اللاصورة بنظيرتها . ويعوض هذا التطابق المنظر له
المفهوم الذاتي << للوفاء >> القابل للتغيير والتمدد ،
وهذا ما يميز الايديولوجية التجميلية التي أتينا على تحديدها . إن كل ما هو خارج عن هذا
التطابق ، يرتبط بطرق مختلفة بالشعرنة ويدخل في نطاق الايديولوجية
التجميلية .
36 - إن تحديد معايير << إمكانية الترجمة >>
ونمذجة الترجمات ، لا يمكن أن يتم من خلال الحل الآتي للمشاكل
الفيلولوجية ، ولكن من خلال استخلاص نظرية ( حول اللغة والأدب ) ، غير منظرلها ومتجاهلة
لذاتها ، من كل ممارسة في الترجمة .