معجم السيميائيـات متابعـات نقديــة ترجمــــات

دراســــات

مؤلفــات بطاقة تعــريف الصفحة الرئيسيـة
للاتصـــال   مواقـــع  خزانات الموقـع صحف ومجـلات رسائل وأطروحـات وحدة تحليل الخطاب مجلـة عــلامات

سعيد بنگراد

 

 

 

                        

 

  المركز الثقافي العربي 2008 

 

 

من المقدمة

I

 

لن نعرض في هذه المقدمة للخطاطات التحليلية التي عادة ما تتصدر الدراسات التطبيقية إثباتا ل" علمية " المعروض في الكتاب، فهذا أمر لا يجدي نفعا، أو هو كذلك على الأقل في هذا المقام. ولن نتحدث أيضا عن ضرورة التقيد بمنهج بعينه في مقاربة النصوص، فهذا أيضا أمر لا أهمية له، وذلك لسببين :

- فمن جهة لا وجود لقراءة "عفوية" تستند إلى حدوس لامعرفية لكي تنتج معرفة، فهذا أمر في غاية الغرابة والنشاز، فأبسط الأحكام إنما تستند إلى فرضية سابقة انطلاقا منها يمكن قول شيء عن شيء.

- ومن جهة ثانية، فإن السائد حاليا في الدراسات الأدبية أن "المنهج " الواحد والأوحد خرافة لا يمكن أن تنتج عنها سوى الأوهام. فالقراءة تستند إلى فرضية يبررها وجود نص يبني معانيه استنادا إلى قوانين لا يمكن الكشف عنها إلا ارتكازا على تصورات تخص شروط إنتاج المعنى وشروط تداوله، وهي فرضيات لا تشكل " منهجا " بل يجب النظر إليها باعتبارها " ترتيبات تحليلية " قد تفيد من تصورات نظرية متعددة، فالناقد لا يبحث في النص عما يعرفه بشكل مسبق، بل يستدرجه التأويل إلى اكتشاف ما لم يتصوره من قبل.

 وهذا ما حاولت المقاربات الجديدة تجاوزه من خلال النظر إلى النقد باعتباره إنتاجا لمعرفة وإمساكا بطاقة جمالية، لا توصيفا خارجيا. وقد قامت بذلك استنادا إلى أساس إبستمولوجي جديد أعاد النظر في كل شيء، في الكتابة والرؤية والقراءة والمعنى والدلالات، وفي تعريف النص ذاته. ولم يكن الأمر يتعلق بتصور يوحد بين النصوص، بل بحالة وعي حضاري شامل شكك في اليقين وفي أحادية الرؤية والمعاني الجاهزة.

وبغض النظر عن المردودية الحقيقية لمجمل القراءات التي تحققت ضمن مقترحات التصورات النقدية الجديدة، وبغض النظر عن درجة استيعابها للمتاح المعرفي الذي وفرته الحضارة الإنسانية المعاصرة، فإن هذه القراءات ساهمت، بهذا الشكل أو ذاك، في زعزعة الكثير من القناعات الراسخة التي كانت تنظر إلى النص باعتباره مستودعا لمعان جاهزة بالإمكان التعرف عليها كليا أو جزئيا فقط استنادا إلى قدرة المحلل على الكشف عن " الظاهر" و"المستتر" من العوالم الدلالية التي يبنيها النص، سواء تم ذلك من خلال البحث عن العلل الدفينة للدلالات في ذات المؤلف أو في محيطاته البعيدة والقريبة، أو تم ذلك من خلال ربط " الأعلى " "بالأسفل" في أفق الكشف عن الرابط الخفي بين وعي للحياة - حقيقي أو مزيف - وبين بنيات اقتصادية هي العنصر الحاسم في تمثل مظاهر الحياة، وفي ظهور كل الأشكال الخاصة بتنظيم المضامين وتوزيعها على جزئيات السلوك اليومي.

ولم يكن ذلك ممكنا إلا من خلال العودة من جديد إلى ما يُعد المادة الرئيسة التي تتشكل منها النصوص الأدبية وتَمْثُل أمام القارئ باعتبارها وقائع " مصنوعة " تتخذ شكل نصوص مستقلة بذاتها. إن الأمر يتعلق باللغة وبكل ما تختزنه من تصورات عن موجودات هذا الكون بكل أبعاده: الإنسان والأشياء وباقي الكائنات الحية، وما أنتجه المخيال الإنساني في رحلته الممتدة طويلا في عمق زمنية لا نعرف عنها إلا الشيء القليل. فالأدب ليس شيئا آخر سوى العوالم التي تبنيها اللغة، و" الحديث عنه يقود بالضرورة إلى الحديث عنها، ولا يمكن الحديث عن اللغة دون الاطلاع على الإنجازات التي حققتها اللسانيات والتحليل النفسي. ومن المستحيل أيضا الوقوف عند هذه الأعمال دون التساؤل عن فلسفة خاصة بالوجود الإنساني كله. وفي نهاية المطاف، علينا بالضرورة استحضار التصور الخاص بالإنسان باعتباره كيانا مودعا داخل اللغة وأحد منتجاتها. حينها سيسقط كل شيء : الحس السليم والبديهيات الطبيعية والسيكولوجيا " (1).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
 
 

 

 

 

المحتــوى

    مقدمة

 االسرد ومقتضيات المشهد الجنسي

استيهامات الأصل وحقيقة النسخة

الحكي واللذة المجهضة

الرواية وبنية الحكي الأسطوري

" الخبز الحافي" والعوالم العارية

السرد والتجربة الحسية

 تمثلات البارد والساخن

الخَلْق والحلم ومقامات الصوفي

" الأنا " بين الممنوع وسلطة الزمن

موسم العودة إلى الجنوب

الذات والجلاد وتفاصيل الزنزانة

من الشهادة إلى التخييل

 

 
معجم السيميائيـات متابعـات نقديــة ترجمــــات

دراســــات

مؤلفــات بطاقة تعــريف الصفحة الرئيسيـة
للاتصـــال   مواقـــع  خزانات الموقـع صحف ومجـلات رسائل وأطروحـات وحدة تحليل الخطاب مجلـة عــلامات

موقع سعيد بنگراد - تاريخ الإنشاء: نونبر 2003